فبراير 17, 20210
تداعيات العدوان التركي
تداعيات العدوان التركي
الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد – 15-2-2021
يخطئ من يعتقد بان ما حصل في جبل كارة قبل ايام من انزال عسكري، وقبله من قصف جوي ومدفعي وتحركات عسكرية متكررة، بانه دفاع تركي عن امنها القومي وحدودها كما تدعي بقدر كونه مسعى من انقرة لمزيد من التوغل داخل عمق اراضي اقليم كردستان، وفرض واقع جديد والبحث عن تبريرات مقبولة لوجود 14 قاعدة وثكنة عسكرية واستخباراتية داخل اراضي الاقليم وبعشيقة، تحت ذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني.
اذا ما عدنا في التأريخ الى الوراء قليلاً، نجد بان الاتراك اتخذوا من داعش حجة للتوسع داخل اراضي العراق والاقليم، بهدف اعادة السيطرة على ولاية الموصل، وربطوا في احيان كثيرة بقائهم بالقضاء على داعش، وبعد اكثر من عامين على دحر داعش وهزيمته في العراق عسكريا، نجد بان المواقع التي احتلها الجيش التركي، ما زالت قائمة ولا يرفض الاتراك مناقشة الخروج منها فحسب، بل انهم يهددون باحتلال سنجار كاملة في احد الليال على لسان رئيسهم اردوغان.
بقاء القوات التركية واستمرار الاعتداءات والتجاوزات والانتهاكات وعدم ادانتها من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم وكذلك معظم القوى السياسية يعد انتهاكا واضحاً لسيادة العراق، فضلاً عن انه يتعارض مع مصداقية الادعاءات اليومية للاستقلالية وسيادة العراق، على الجهات الحزبية التي تضع رأسها في الرمل، معتقدة ان اللجوء الى المحتل لتصفية حسابات ومشاكل داخلية ستضمن لها الديمومة والبقاء، يجب ان تعلم بان عقاب الشعب ات لا محالة، فضلاً عن ان التأريخ لن يغفر لكل من يتعاون مع قتلة الكرد.
واذا ما افترضنا جدلاً بان هناك طرف سياسي في الاقليم، يستغل الاطماع التوسعية التركية لتغيير المعادلة السياسية في كردستان، فان ذلك ينبغي ان لا ينعكس على الحكومة الاتحادية والقوى السياسية العراقية، ويجب ان يدرك الجميع بان اي عملية عسكرية تركية، في اي مكان داخل الاراضي العراقية، هو استهداف لسيادة العراق وامن شعبه، وهو يمثل خطراً كبيراً على ابن البصرة قبل المواطنين في محافظات الاقليم، لذا فان صمت الحكومة الاتحادية ايضاً اصبح مثار للتساؤل.
وعلينا جميعاً ومن منطلق ان نتوحد للحفاظ على سيادة وامن البلاد ومصالح مواطنيه، وان نتخذ موقف موحد غير قابل للمساومة بالتنديد والوقوف بوجه اية خطوات جديدة من اية دولة كانت لاستهداف شعب العراق في الاقليم وغيره من المحافظات، وان نرفع صوتنا بوجه الاطماع التوسعية التركية، عبر مختلف المحافل الاقليمية والدولية.
Comment here