مظهر محمد صالح: ثروة الامم

الدكتور مظهر محمد صالح 

بين الدولة-الامة التي تمسك بعجلة الانتاج كي تولد ثروة الامم من العمل لاستدامة (المستقبل) وبين الدولة -الامة المنجمية التي تمسك بالثروة القدرية الجاهزة لاستدامة استرخاء (الحاضر )
ثمة وادي سحيق …تبتعد عنه الامم المنتجة باعمال العقل وسواعد الفعل وروافع العمل … كي تولد الثروة وتتراكم القوة في ردم الوادي .في حين تتهاوى في ظلماته الامم- المنجمية وهي مازلت في حلم الثروة الحاضرة ثملة باكسير السعادة المزيفة يحيطها الكسل وهي تغرق في رؤيا بان الوادي هو الشيء الاوسع لتراكم اللاشي من ثرواتها سعيا وراء التبرك باساطير تحفظ ديمومة ضرع البقرة وهي تدر
نفطاً ابدياً مقدسا .فشتان بين الدولة-الامة (المنتجة) والدولة – الامة (المنجمية) .انه الوادي المهلك وحدوده الفاصلة الموحشة ،تغادره الامم العاملة خوفا وخشية لتولد ثرواتها بنفسها وتلجأ اليه الامم -المنجمية وهي مخدرة باوهام الشيء لبلوغ عالم من اللاشيء من الثروة .فبين هذا وذاك يظهر القلم النادر والفكر الساطع للكاتب والمفكر حسين العادلي وهو رجل لم يترك انشغالاته لحظة واحدة في البحث عن حقائق الحياة ومعانيها الفلسفية في أوطان مزقها الكسل والاتكال على منابع البقرة المقدسة دون منابع العمل .اذ يتناول مفكر العراق العادلي موضوع ثروة الامم وسلوكيات خلقها والتصرف بها وعلى وفق نمطين من الافعال قائلاً:

«الثروة»
حسين العادلي

(النفط) لدينا، (ضَرع) الكُسالى، وسوط الطغاة، وبنك اللصوص.
الشعوب التي ترى بالدولة (بقرة) لن (تُفطم).
ليت شعري، من يلد من: الشعب يلد الثروة، ام الثروة تلد الشعب!!
الثروة بيد النرجسي والمستبد والمغامر، (نقمة)… الثروة عند الكُسالى (نقمة)!!.. الثروة بيد الحكيم والمثابر (نعمة).

Comment here